يوميات ساره وعمر (اتنين متجوزين)

الـــحــلـقـه الــرابـــــعـه






الحمد لله انى لم اتزوج واحدة مجنونة تخنقنى بغيرتها وخناقها وعصبيتها .... فعلا الثقافة والقراءة بتفرق جدا فى عقلية البنت .... لو كانت سارة واحدة دماغها فاضية من بتوع الموضة والاغانى وخلاص كانت قلبت دماغى على حكاية شيرين وقلبت بوزها 6 سنين وكل ما ح نشوف واحدة حلوة ح تبص لى زى المخبرين فى قسم البوليس ما بيصطادوا مجرم وهاتك يا تحقيق .... بجد لو كانت عملت كده ما كنتش ح احكى لها حاجة ابدا بعد كده واريح دماغى وخلاص ... ربنا يهديكى يا سارة وتفضلى عاقلة كده !

منظر البحر ساحر والاحلى انى مع حبيبى ولا اخاف ان يرانى أحد بل بالعكس اتمنى ان يعرف جميع الموجودين على الشاطىء انى عروسة فى شهر العسل من فرط سعادتى واحساسى بالراحة .. مر على أجمل اسبوع فى حياتى كله فسح وخروج وسهر وحب فى حب ...مش عاوزة ابعد عن عمر ولا ثانية ....


فعلا لازم يسموه شهر عسل قصدى اسبوع عسل بس يا خسارة ده اخر يوم ونعود الى القاهرة غدا ... نظرت الى عمر فوجدته شارد يفكر ... ياترى بتفكر فى مين يا عمر ؟ فى شيرين ؟ مش معقول كفاية تفاهة بقى يا سارة واياك تفتحى الموضوع ده ابدا ... انا ما صدقت انى كسبت نقطة وخليته يثق فى كصديقة عاقلة قبل ما اكون زوجة غيورة بس بجد كنت ح اموت من الغيرة ... بس يعنى لو صرخت وبوذت وخاصمته ح اخليه ينسى اى واحدة ومايبصش لواحدة غيرى مش ممكن طبعا ده ح يبعد عنى اكتر .... لا ياسى عمر ده انا ح اكون قدامك ووراك وجنبك وفى كل مكان حتى تحت جلدك ... ده انا عاملة لك حتة خطة الليلة دى مش ح تخليك تفتكر لا شيرين ولا سعدية وتحلف ان مفيش فى الدنيا بنت غيرى .... بس استنى على !!!


المصاريف خرمت خالص يا واد يا عمر ! وباين علينا ح نقعد قدام المرسى ابو العباس نكمل الاسبوع ... فطار وغدا وعشاء برة البيت ده غير الفسح ماشاء الله على الشحاتة المتوقعة ..الحمد لله ان العربية فيها بنزين ترجعنا مصر بكرة ان شاء الله وراجع جرى على بيت السيد الوالد طبعا علشان منحة ابوية تانية حاجة تكسف بجد .... بس الحقيقة كان اسبوع يجنن كان نفسى يبقى شهر دول العزاب دول غلابة ياعم ! قال ويقول لك محلاها عيشة الحرية ! ده قصر ديل يا باشا


- ايه يا سى عمر انا ح اموت من الجوع وانت اخر طناش ايه خير ؟ انت ح تصوم الستة البيض من النهاردة ؟
- يا ساتر يارب مش انا لسه يا بنتى مفطرك من 8 ساعات ! ده انتى ح تاكلينا لما نروح
- ياباى على الغلاسة .. يابنى ح اموت من الجوع والناس اللى جنبنا دول ما بطلوش اكل من ساعة ما وصلوا وحتى الست صعبت عليها لما لقيتنا مدينها ترمس ولب من ساعة ماجينا قامت عزمت على بطبق محشى وانت بتصلى العصر ... بس انا عملت فيها العروسة الشيك وقلت لها ميرسى يا طنط ... يا خسارة المحشى !

- محشى ؟ ياريتك جبت لنا طبقين ... دى الفلوس اللى معانا يادوب تأكلنا كشرى واحتمال مفيش عشاء كمان ... لازم يخلوا العرايس يطبخوا فى شهر العسل علشان العرسان ما تشحتش يا حبيبتى .
- طيب ح نموت من الجوع ولا ايه النظام ؟ فهمنى علشان اروح الحق طنط بتاعة المحشى بسرعة دول دخلوا فى المسقعة !

- لا يا ستى اخر وجبة ح ناكلها هنا وأمرى الى الله ح نروح ناكل فى مطعم قريب من البيت وبعدين بالليل فيه ناس قرايبنا هنا ابنهم عمل حادثة وح اضطر اروح أشوفه شوية ... تحبى تيجى معايا ولا بتخافى من المستشفيات ؟

- لا باخاف روح انت ... وبعدين عاوزة أحضر الشنط وانام بدرى النهاردة معلش يا عمر لو جيت ولقيتنى نايمة ما تصحنيش علشان خاطرى ...

- ياسلام ؟ لا والله ؟ كده يا سارة ... وتسيبينى أسهر لوحدى ؟
- معلش يا عمر بجد تعبانة وعاوزة انام بدرى الظاهر ح اخد دور برد ... ما تزعلش علشان خاطرى ...
- لا يا حبيبتى خلاص ... انا عاوزك ترتاحى ... بس افتكريها !


-
اخيرا عمر مشى وراح المشوار بتاعه قدامى حوالى 3 ساعات علشان أرتب أجمل ليلة ح يعيشها فى عمره ... رتبت الشنط بسرعة جدا وكلمت حلوانى مشهور فى اسكندرية لأؤكد حجز تورتة حجزتها من امس على شكل قلب احمر ومكتوب عليها اسمينا انا وعمر وعليها كلمة ( الى حبيبى ....أحبك !)


ثم أخرجت صندوق المفاجات الذى كنت محضراه من القاهرة والذى رفضت ان يطلع عليه احد حتى امى ... وأخرجت منه مجموعة من الشموع الحمراء والوردية ووزعتها فى جميع انحاء المنزل ... لن أوقدها الا عندما يأتى حبيبى ...
ومجموعة من الورود المجففة جميلة الشكل نثرتها على الارضية بشكل أسهم تشير الى غرفة نومنا ... وثم مجموعة من البطاقات الوردية والملونة التى كتبت عليها عبارات غرامية اليه ووزعتها فى كل المنزل بشكل مرتب ومتسلسل ...


ثم دخلت الحمام وأخذت شاور سريع ... ثم ملأت البانيو بماء ساخن ورغاوى صابون منعشة لعمر عندما يأتى ونثرت فوق المياة مجموعة من القلوب الحمراء الطافية .. وكتبت على مراية الحمام بالروج بخط صغير ( كان أجمل اسبوع عسل فى العالم يا حبيبى ...)
ثم دخلت الى حجرة النوم ورتبتها ورشيت معطر جو لم استخدمه من قبل ولم انسى الشموع طبعا ... ثم ارتديت طقم جديد ساحر كنت أخفيه ... ورشيت عطررائع وجلست أضع الماكياج بدقة شديدة وكأنى سأتزوج مرة أخرى هذه الليلة ....هكذا سينسى اى امراة اخرى سواى وليس بالنكد ... يارب ارضى عنا ..

عمر يركن سيارته تحت المنزل الحمد لله اننا فى الدور الخامس امامى وقت لبقية الخطة ... وضعت التورتة فى الصالة وحولها الشموع ليراها اول ما يدخل .... ورتبت البطاقات وأغلقت انوار الشقة كلها وتركت باب الشقة مفتوح قليلا ودخلت أختبىء فى غرفتى ...


ايه يا سارة ده انتى نمتى وسبتى الباب مفتوح ؟ ربنا يستر ... ايه ا لنور مقطوع ولا ايه ؟ سارة انتى فين ؟ ايه ده ايه ده انا مش مصدق عينى ... مش ممكن ... الله الله لا يمكن انا اكيد فى حلم ... سارة انتى فين ؟ ايه التورتة الرهيبة دى ؟ يااااااااااااااه ده انا حاسس انى ملك .... ساااااااااارة ...
وايه الكروت اللى على الارض دى ؟
اول واحد مكتوب فيه( ... لو كنت بتدور على اتبع الاسهم ) ااه ده فيه اسهم بالورود على الارض كمان ايه الرقة دى ؟ ... واللى بعده مكتوب عليه ( حد يمشى ورا الاسهم برضه ؟ امشى ورا قلبك يا حبيبى وانت تلاقينى .. )
ودخلت الحمام وجدته مجهز لملك او امير بجد بحبك يا سارة ... انتى فين يا حبيبتى ... اكيد هنا فى اودتنا وكمان كارت على باب الحجرة مكتوب عليه ( انا باعشق احلى رجل فى الدنيا ... هو انت ) ...
وفتحت الحجرة لأجد سارة تنتظرنى فى أجمل صورة ممكن ان اتخيلها .. أميرة نائمة وسط الشموع والورود ... هل ممكن ان ترضى زوجة رجلها وتسعده بهذا الشكل الا زوجتى الرائعة .... وسكت شهريار هذه المرة عن الكلام المباح !!!!!!!!!

الحلقه الخامسه


قالت ساره :

أنا بس عاوز أعرف اشتريتي كل الحاجات دي امتى ولحقتي ترتّبي كل ده ازاي ؟
قالها لي عمر ونحن في السياره عائدين الى القاهره .. قالها وهو يشعر بالفخر الرجولي إن زوجته أعدت له ليله من ألف ليله من اجله هو فقط ، رديت عليه بدلال وأنا أغالب النوم بشده : ده سر المهنه يا سيدي .. المهم تكون سعيد وراضي عني .
قال عمر : ربنا يخليكي ليّ يا حبيبتي .. ويا رب تفضلي كده على طول .. وأنا كمان محضرلك مفاجأه .. ماما اتصلت وقالت إنها عازمانا على الغداء دلوقتي حالاً أول ما نوصل .
ياااااااااااسلااام على المفاجآت الحلوه !!.. إيه الهنا ده ؟.. بدايه تفرح بصحيح !!.. ده وقته يا ربي ؟ الواحد يستعد لوصله حرق دم محترمه ، رددت هذا في سرى بالطبع ، ويبدو أن علامات خيبه الأمل كانت ظاهره على وجهي فسألني عمر : مالك يا ساره ؟ انتي مش مبسوطه ولاّ إيه من المفاجأه ؟
رددت بسرعه : لأ ازاي ده أنا حاطير من الفرحه دي طنط وحشتني جداً .. بس كنت قولي علشان البس طقم حلو أروح بيه .
رد عليّ عمر : انتي كده قمر وبعدين ماما مش بتهتم بالحاجات دي خالص .
وأخيراً وصلنا لبيت حماتي العامر ، وبعد الترحيب الرهيب بعمر كأنه راجع من الحجاز حالاً على جمل .. ثم بعد ساعه سلمت عليّ بفتور : أهلاً يا ساره .. أخبارك إيه ؟.. وشك نوّر على الجهاز أوي ، ثم رمقتني بنظره متفحصه من فوق لتحت وقالت بامتعاض : انتي مش جايبه هدوم حلوه في الجهاز ولا إيه يا ساره ؟
ذبت من الخجل من قذيفتها القويه وقلت في سري : مش بتاخد بالها خالص خالص !! الله يسامحك يا عمر وهممت أن أرد ولكن أنقذني عمر بسرعه ورد عليها : دي ساره عندها هدوم تجنن يا ماما .. بس احنا جايين من السفر عليكي على طول وكنت عاملها مفاجأه ليها ، لم يعجبها بالطبع دفاع عمر عنى فردت بفتور : طيب يا سيدي السفره جاهزه .. اوعى تكون نسيت أكل أمك خلاص .
وجلسنا نأكل وهي منهمكه في الحديث مع عمر بشوق شديد ، وتحكي له كل ما حدث في الأسبوع اليتيم الذي قضيناه بعيداً عنها وكأنه كان عاما كامل .. وكل فتره طويله تتذكر أن فيه شيء معاهم على السفره فتلقي لي كلمه أو كلمتين ، ثم تواصل حديثها الدافيء مع حبيبها الأوحد ابنها الوحيد الحبيب ، دعوت الله في سرى أن تنتهي هذه العزومه سريعاً كي أصل شقتي وأفرغ حقائبي وأناااااااااااااااااام .. لأني تقريبا لم أنم أمس مع السفر وإرهاقه .. وبينما أنا في أفكاري رن موبايلي ووجدتها أمي وطرت إلى البلكونه لأرد عليها .
ماما : الو يا ست العرايس نموسيتك كحلي .. أنا مش عاوزه أكلمك من الصبح علشان ما أقلقكوش يا حبيبتي .. يا ترى حاترجعوا امتى ؟
رددت ببراءه : لا ما احنا وصلنا من ساعتين يا ماما ما تقلقيش .
ماما : طيب يا حبيبتي أسيبك ترتبي شنطك وترتاحي شويه وأكلمك بعدين .
أنا : لا يا ماما أنا مش في شقتي .. أنا عند حماتي .
ماما : حماتك ؟.. يا سلام .. جايه جري من اسكندريه عليها !!..ولا حتى هان عليكي تعدّي على أمك ولو خمس دقايق ؟! متشكره يا ساره .. ربنا يخليهالك ماهو خلاص الجواز بينسّي الأهل .. ألف شكر يا بنتي مع السلامه .
أنا : استني بس يا ماما .. يا ماما .. يا ماما يا ربي أعمل إيه في الحدوته دي ؟.. هو عمر السبب في المشكله دي ، كان لازم يقول لي من امبارح أقوم أمهد لماما علشان ما تزعلش منى كده .
فاجأني عمر من خلفي وهو يهمس لي : إيه شهرزاد قاعده لوحدها ليه ؟.. وحشتيني .
رددت بعنف : بلا شهرزاد بلا نيله !.. إنت عملتلي مشكله كبيره مع ماما يا سيدي .
عمر : مشكله ؟.. ليه يا بنتي هو أنا شفتها أصلاً ؟
أنا : زعلتْ يا سيدي لما قلت لها إننا هنا ، وافتكرتني نسيتها وبافضّل آجي بيتكم هنا قبل ما أروح اسلم عليها .. كان مفروض تقولّي من امبارح يا عمر أقوم اعرف أتصرف .
عمر : يا ساره ما أنا قلت لك انى أنا نفسي اتفاجأت وماما كلمتني الصبح قبل ما نسافر مباشره .. وبعدين يا ستي ولا تزعلي نروح لها دلوقتي ونصالحها حالاً .. هو أنا عندي كام ام ساره ؟
رميت نفسي في حضنه وأنا اهتف : ربنا يخليك ليا يا حبيبي .
وطبعاً دخلت حماتي علينا وهتفت باستنكار : خلاص مش قادرين على فراق بعض ؟.. طيب الظاهر إن أنا اللي عزول واطلع منها .
فضممت أمه إلى صدري هي الأخرى وأنا أقول لها : ده انتي الخير والبركه يا حبيبتي .. وأنا اهمس في سري : يا ربي على صغر عقل الستات والغيره اللي تنقط .. لأ والهنا إن أمي كمان بتغير .
طيب يا طنط معلش احنا مضطرين نمشى علشان لسه حانعدي على ماما نسلم عليها .. قلتها ببساطه وندمت عليها من رد فعلا حماتي الغاضب : تمشوا ؟.. هو أنا لحقت أقعد معاكم ؟.. هو انتو جايين تقضيه واجب وخلاص ؟.. الظاهر إن أنا فارضه نفسي عليكم .. طيب يالا ماتعطلوش نفسكم .
نظر لي عمر بغضب وكأنه يقول لي فتحتي بقك انتي ليه ؟.. وأخذ يهدأ من أمه ويبرر لها انه لابد أن ينام بدري لأن بكره وراه أشياء كثيره الخ الخ الخ .
وأخيييييييييراً جداً انتهت الزياره واستعدينا للمعركه الثانيه في بيت ماما .
في السياره قال لي عمر بهدوء : بصي يا ساره ماتزعليش من ماما وأنا كمان مش حازعل من والدتك لو عملت حاجه .. كل واحده فيهم فجأه فلذة كبدها اتخطف منها من إنسان غريب ، فلازم فتره يعاملوا فيها الغريب ده بحذر ويمكن غلاسه لحد ما يبدأوا يحبوه فعلاً ويتأقلموا على الوضع الجديد .. ولازم نكون احنا الشباب أعقل وصدرنا أوسع .. بس أوعي تعرضي نفسك لماما يعنى أي حاجه خليني أنا أقولها وكأنها فكرتي أنا علشان تتقبلها .. ونفس الشيء مع والدتك علشان نقلل الخساير بقدر المستطاع .. ماشي يا قمر ؟
رديت عليه وقلت : خلاص يا حبيبي اتفقنا .. وفي سري قلت ده الجواز ده عاوز نفس طويييييييييييييييييل ودماغ كبيره جداً .. ربنا يستر .

قال عمر :

أنا ذنبي إيه في الحرب دي يا ربي ؟ كان مالي أنا ومال الجواز وشغل الحموات ده ، يا ربي ساعتين من لوي البوز من حماتي المصونه ، وتبريرات طويله عريضه من ساره ومنّي حتى ملّيت في الأخر .. أمّال لو كنا قتلنا قتيل كانت ماما وحماتي عملوا فينا إيه ؟ بجد كنت مفروس من حماتي وساره عماله تراضيها وتصالحها ، وكنت حاعمل مشكله بس قلت يا واد مش من أولها كده أعقل ربنا يهديك .. يا رب الواحد يفضل محتفظ بأعصابه على طول وما يعملش مصايب ، فكرت في كل هذا وأنا أقود السياره إلى منزلنا أنا وساره ، وأنا أقاوم النوم باستماته بعد الحرب العالميه التاسعه اللي كنا فيها .. والتفتّ إلى ساره وجدتها قد نامت بالفعل من شده الإرهاق الجسدي والعصبي ، وصلنا البيت ولم أشأ أن أوقظ ساره الا لما أفرغ الحقائب من السياره أولاً .. وأوصلتها إلى الاسانسير ثم أيقظت ساره بهدوء وكعادتها اتنفضت وصرخت : إنت مين ؟ وإنت خاطفني ولا إيه ؟ يااااعوماااااااااار .. وقبل أن تكمل استغاثتها الدوليه برجال المطافي وتفرج علينا الشارع ويفتكروني خاطفها ، حطيت إيدي على فمها وانتظرت أن تتعرف عليّ والحمد لله أخيراً فاقت وعرفتني وسألتني سؤال أغرب من الخيال : إيه ده عمر ؟ إيه اللي جابنا في الحته المقطوعه دي ؟ أنا حاموت من التعب .. لو رسمولي مخده على الحيطه حانام فوراً !!! عاوزه أنام حالاً علشان بكره الجمعه وبعده السبت حانرجع على شغلنا أنا وإنت ، يعني بكره يوم كله شغل وتجهيز أكل للأسبوع كله وتوضيب الشقه وأكيد حانتعب بكره أوي .
قلت : حانتعب ؟ إيه الكلمه الغريبه دي ؟ وأنا مالي أنا ؟
ردت سـاره : مالك ازاي ؟ مش احنا اتفقنا نتشارك في كل حاجه ؟
أنا : يا سلام ؟ اتفقنا أخرّط لك البصل وأمسح الأرض ؟ إيه يا بنتي الأوهام دي ؟
ساره : أوهام يا سلام هو لما تساعدني تبقى عايش في الوهم ؟ أمال أنا حبيبتك ازاي ؟
أنا : يا ستي حبيبتي وروحي كمان ، لكن اللي انتي بتقوليه ده أنا ما أقدرش عليه أبداً ولا يمكن حايحصل وده أخر كلام عندي في الموضوع ده .
سـاره : كده يا عمر ؟
أنا : أيوه كده وياريت ننام بقى قبل ما نتخانق .
سـاره : هو احنا لسه ما اتخانقناش ؟.. طيب تصبح على خير .
أنا : ...... !!؟


********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

الحلقه السادسه


قالت ساره :

ياااااااااسلام على رواقه الرجاله .. بعد الغداء أخبرني عمر انه نازل يقابل أصحابه وبعدين حايعدي على والدته وحيتأخر ولما أخبرته إني حاعمل أكل الأسبوع نظر لي باستغراب وقال لي : طيب مع السلاااااااامه ، بجد أنا زعلانه منه .. طيب يا عمر لما ترجع .

قال عمر :

لازم ساره تتعوّد إن كلامي يتنفّذ ولما أقول مش حاساعد يبقي خلاص .. لازم تتعود على كده ويبقي هو ده نظام الحياه بيننا .. حاتزعل شويه في الأول وبعدين خلاص حاتتعود .. مع إن مش هاين عليّ زعلها ، طيب أكلمها على الموبايل بعد شويه .. لا .. إجمد بقي يا عمر لو إتعودت انك تساعدها في كل حاجه حايبقى حق مكتسب ولو ما عملتوش حانروح النيابه !!!.. لا وعلى إيه تزعل شويه وخلاص .

قالت ساره :

طيب أنا مفروض أعمل إيه دلوقتي بالظبط ؟ أنا الأول أرتّب الشقه لأن التراب من قفلتها أسبوع يترسم عليه خرايط .. ولسه حافضّي الشنط وأغسل الهدوم اللي كانت معانا في اسكندريه وبعدين أطبخ كذا صنف أشيلهم في الفريزر علشان يكفّوا الأسبوع كله ، يا رب يخليكي لينا يا ماما كنتي شايله الهم ده كله عني وأنا كنت أتنح قدام التليفزيون ولاّ أرغي في التليفون وخلاص .. والاهم إن معلوماتي عن الطبيخ محتاجه مترجم يفك رموزها الهيروغليفيه ، ربنا يستر ، طيب أنا أحط اللحمه تتسلق الأول علشان بتاخد وقت وبعدين أشغّل الغساله .. بس لازم البس جوانتي علشان ريحه البصل علشان عمر لما ييجي ، ولا ليه .. خلّيه يشم البصل .. مش هو اللي سابني في الحرب دي .. يستحمل بقى ، هي اللحمه شكلها غريب كده ليه ؟.. طيب مش مهم .. أعمل إيه تاني ؟ مسقعه ؟ يا سلام ده أنا باموت فيها بس عمري ما شفت ماما بتعملها ازاي ؟ هي فيها باذنجان وحاجات تانيه غريبه .............. يا مااااااااما الحقيني ، وجريت كلمتها على التليفون وقعدت تهزّأ فيّا الأول إنها ياما قالتلي أتعلم ومافيش فايده الخ الخ الخ ، المهم إنها قالت لي الطريقه مع استخدام ألفاظ غريبه .. تعملي اللحمه عالصاج الأول !!!.. أجيب منين صاج دلوقتي يا ماما ؟ وطبعاً يصحب هذا وابل من التريقه والدعاء لعمر بالصبر على ما ابتلاه ، وطالت المكالمه ساعتين وماما تشرح لي كأن كلامها كله طبيعي ومفهوم وأنا من كتر التريقه اللي خدتها لم أسأل على أشياء كثيره وقلت أعتمد على خيالي الخاص ، وتوكلت على الله وبدأت المعركه الحقيقيه أضرب الطماطم لا أسلق المكرونه الأول ، طيب أقطع البطاطس شرايح ولا قطع ؟.. أنا باقول مثلثات وخلاص ، إيه حدوته الملوخيه دي لازم أقعد أخرطها ساعتين ؟.. لا حاهريها في الكبه وخلاص بس مش عارفه اتكورت كوره صلبه في قاع الحله كده ليه ؟ صينيه البطاطس وضعتها في الفرن مباشرةً بس حاسه إني نسيت حاجه فيها .. هيّ ليه لسه صلبه رغم إن بقالها ساعه ونصف في الفرن والقاع اتحرق ومع ذلك لسه ناشفه ، يا ربي إيه الوقعه دي .. كان مالي ؟.. أنا مانا كنت أميرة زماني وأخر رواقه .. خلاص اللي اتعمل اتعمل طيب لو عمر اتكلم ؟؟؟؟؟؟؟ ييييييييييييييييه .. أنا نسيت الغسيل .. طلعت البلكونه أنشره وقعدت أفتكر إيه بيتنشر الأول وإيه اللي ورا ؟ طيب إيه من رجله وإيه من قفاه ؟ إيه الفيلم ده ..؟؟ دول الستات دول ناس رايقه ما كله حاينشف وخلاص .. ولاحظت وجود سيده أروبه في البلكونه تراقبني كي تري العروس الميمونه اللي هي انا حاتنشر ازاي ؟ ولا همّني من نظراتها وعملت كرنفال من الهدوم ابيض على احمر على اخضر واديله .. المهم ينشفوا وخلاص ، ورجعت للكارثه الموجوده في المطبخ وتذوقت ما طبخته وصرخت : ياللهول .. على رأي يوسف وهبي ، طيب والحل ؟ فتحت الفريزر لأجد ماما حبيبتي وكأنها عارفه المصيبه اللي حاعملها حاطّه كميه كبيره من أكياس الهامبورجر والدجاج النصف مقلي والطبخات السريعه .. الحمد لله كنت حاطلّق وانا لسه في شهر العسل ، يااااخبر ده عمر بيرن على الموبايل إذن هو في الطريق وطبعاً ملابسي لا توصف من القنابل اللي كنت باعملها في المطبخ .. كرنفال من البصل والثوم والزيت .. لمّيت الكوارث اللي عملتها ووضعتها في الثلاجه وجريت على الحمام وأزلت أثار العدوان وغيرت ملابسي ، أمال هم بييجوا في التليفزيون بيطبخوا وكأنهم رايحين سهره ليه ؟
ودخل عمر وبسرعه أظهرتُ البوز المتين على غلاسته معايا قبل ما ينزل وانتظرت ان يأتي يصالحني كالمعتاد ولا فائده .. ثم لاحظت انه متعب ويتنفس بصعوبه فجريت عليه انا وقلت له : مالك يا حبيبي .. إنت تعبان ؟
وأخذت أمسح له عرقه وأسقيه الماء وأنا أكاد أبكي وأقول له : انشا الله أنا وإنت لا يا حبيبي .. وأنا ممسكه يده الضعيفه .
وفجأه .. اشتدت قبضته عليّ وجذبني له وضحك بقوه وقال : طالما انتي بتموتي في كده ، ما تكشّريش أبداً في وشي .. اتفقنا ؟
***********
استيقظت منتفضه على رنين المنبه المزعج واعلانه الساعه السادسه والنصف صباحاً وشعرت بألم في كل جسدي فأنا لم أنم سوي ساعتين بعد صلاه الفجر التي صليناها أنا وعمر ، واليوم هو أول يوم نعود فيه للعمل .. وطبعاً عمر ولا على باله فعمله قريب من منزلنا الجديد تقريبا ربع ساعه بالسياره أما أنا فيبعد حوالي ساعه وربع في أفضل الظروف ولم أكن أشعر بهذا قبلا بل كان قريب من منزل أبي وأمي أما الآن فلازم ألف الكره الارضيه علشان أوصل عملي ، والأسوأ أن عمر لن يستطيع توصيلي لأن جهة عملي وجهة عمله مختلفتان تماماً فلو اوصلني أولاً سيصل هو عمله بعد أذان الظهر وسيرفدوه بإذن الله ونشحت على باب السيده بعد أسبوع على الأكثر ، إذن لا مفر من حرب المواصلات الرهيبه أن أخوضها وحدي ولا أستطيع حتى الشكوى لأن عمر من البدايه غير موافق على عملي ولكني أصريت فلا أستطيع حتى التنفس بكلمه واحده ، الحمد لله أنا لا أفطر يعني حالبس بسررررعه جداً وأجري لألحق بالميكروباص الشيك جداً لعلي أصل في موعدي في أول يوم .. مش ضروري كرامتي تتبعتر من المدير وأنا عروسه كده ، ارتديت ملابسي على عجل وأخّرت إيقاظ عمر إلى أخر لحظه كي ينام قليلاً .. وبعد إتمام ملابسي وارتدائي الطرحه والشنطه كمان اقتربت منه وقبلته في جبينه وهمست له : صباح الخير يا حبيبي .. اصحى بقي كفايه كسل .
رد عمر متثائباً : صباح الفل يا حبيبتي .. إيه ده إنتي لبستي بسرعه كده ؟ كان نفسي أوصلك بس بعون الله لما نلف القاهره كل يوم حنترفد أنا وإنتي جماعه .
أنا : ولا يهمك يا حبيبي أنا قدها وقدود .. على فكره حتوحشني لحد ما أرجع .. يالا مع السلامه أحسن كده اتأخرت .
عمـر : وانتي أكتر يا حبيبتي بس إمتى لحقتي تحضري الفطار ؟ انتي صحيتي إمتى على كده ؟
أنا : فطار ؟!!! إيه الكلمه الغريبه دي ؟ ما إنت عارف إني مش بافطر يا حبيبي ؟!! وبعدين مافيش وقت خالص .
فرد بعناد : بس أنا بقي بافطر وخصوصاً قبل ما أروح الشغل لازم أفطر فطار متين علشان مش باكل بره وبأفضل عليه لحد ما أرجع .. والدتي كانت معوّداني على كده .
رديت في سري وأنا أنظر للساعه : الله يسامحك يا حماتي أي حاجه حلوه تبقي من ناحيتك علىّ طول ! طيب والفطار المتين ده يبقي إيه يا سيدي ؟
عمر : عادي زي كل الناس بيض مسلوق أو عجه وطبق فول بالزبده ولانشون وجبنه وزيتون وزبادي وطبق خضار كبير خيار وطماطم وخس متقطعين شرايح رفيعه خالص وطبعاً كوبايه حليب وبعدها شاي وخلاص .
أنا : يا خبر أبيض ده لو كل الناس بتفطر كده ممكن تحصل مجاعه في البلد .. وبعدين اللي إنت بتقوله ده عاوزله ساعه على الأقل وأنا متأخره يا عمر .
رد بعناد أكبر : ما أنا قلت الشغل مش حاييجي منه غير وجع القلب .. يعني انتي عاوزاني أنزل من غير فطار يا ساره .
أنا : لا ازاي ؟.. أترفد أنا في داهيه ... علشان تفطر الفطار المتين يا سيدي .. قلتها في سري طبعاً وأنا أكاد أبكي وأنا متجهه إلى المطبخ لأعداد وليمه الفطار لسي السيد .
توجهت إلى المطبخ وأنا أجري مثل البهلوان أضع البيض على النار وأقطع الخيار وأخرج الجبنه من الثلاجه وأسخن الفول وووووووووو ... مش ممكن كل ده حياكله .. أبداً .
ده أنا طول عمري بأتريق على المسلسلات التي تجعل جميع الأسره صباحاً يجتمعون على مائدة الإفطار وعليها عشره أصناف على الأقل وكان بيستفزني جداً طبق البيض المسلوق الموضوع به 40 بيضه والشاي لابد ان يكون مقدم في طقم كامل البراد والسكريه وخلافه .. يعني لازم الزوجه علشان تعمل الهيصه دي كلها تبتدي تحضر الفطار من اذان الفجر تقريبا او ما تنامش أسهل وخلاص علشان الباشا يفطر الفطار المتين ، أخيييييرا .. انتهيت ووضعت الأطباق على السفره وكان الباشا بيقرأ الجريده بمنتهي الرواقه وصببت الشاي فصرخ وأنا أصبه : لا يا ساره أنا قلت لك الحليب الأول وبعدين الشاي .
فنظرت إلى ساعة يدي وجدتها الثامنه الا ثلث فكدت أبكي فلم أرد أن ابدأ اليوم بخناقه فرديت عليه من تحت أسناني : معلش يا عمر فيه شاي تاني كتير .. أنا نازله بقي أصلي اتأخرت جداً جداً .
رد وقال : طيب يا حبيبتي افطري الأول .
قلت : حبيبتك ؟!!! طيب باااااااااااي .
ونزلت من العماره وأنا أجري تقريبا وأكيد البواب قال يا عيني دي العروسه الجديده الظاهر واخده علقه على الصبح وهربت من العريس ، مشيت مسافه طويله حتى موقف الميكروباص لأن الميزانيه لا تسمح بتاكسي بالطبع !! وانتظرت طويلا حتى وجدت مكان فاضي وركبت وسرحت في الطريق وأنا أفكر إن هذه هي البدايه الجاده للزواج لابد فيها من تعب وإرهاق ومسئوليه كبيره ، الله يكون في عونك يا ماما طول عمرها بتشتغل وعمرها ما أشعرتنا بأي تقصير ، أنا كان مالي ومال الحدوته دي ما كنت مريّحه دماغي ولا فطار متين لا مواصلات ولا بهدله ، بس إيه البديل ؟ الوحده ؟ الصمت ؟ الفراغ والاكتئاب ؟ العنوسه بكلمه أشمل ؟ لا طبعاً مهما بذلنا من جهد في دائرة الزواج أفضل بكثير جداً من الراحه خارجه ، ربنا يخليك لي يا عمر وتفطر كل يوم .. بس ربنا يستر من المدير وغلاسته .

قال عمر :

أهلاااااااااااا يا سي عمر ... إيه يا عم جاي في ميعادك تمام .. ألف مبروك يا عريس ايوه كده وشك نوّر على الجواز !!! يالا يا سي عمر احكي لنا كل حاجه بالتفصيل !! ولا أقول لك بلاش إنت إيه رأيك الجواز حلو ولا زي ما بنسمع من الرجاله ؟
كان هذا استقبال زميلي في العمل لي .. فرددت عليه قائلاً : يا سيدي الله يبارك فيك والله الجواز ده أكبر نعمه للرجل واللي يقول غير كده يبقي جاحد للنعمه بصراحه .
قال زميلي : يا عم يا عم طيب يا سيدي ربنا يسعدك لما نشوف رأيك إيه بعد سنتين .

قالت ساره :

ألف مبروك يا عروسه ناموسيتك كحلي .. متأخره ساعه بحالها .. طبعاً يا ستي مين قدك ده انتي حتى شكلك ما نمتيش كويس .. طبعاً يا ست العرايس ربنا يسعدك .. يالاّ بقي احكي لنا كل حاجه بالتفصيل الممل .. ألا صحيح يا ساره العريس لازم يحضّر الفطار لعروسته بنفسه ؟
كان هذا استقبال زميلتي لي .. فرددت عليها قائله : ايوه طبعاً لازم يحضر لها فطار متين كل يوم !!!!
وطبعا استدعاني المدير وأخذت كم لا بأس به من الكلام البارد على تأخيري وتلميح على إن لو كان الجواز حايغيّرني يبقي أقعد في بيتنا أسهل أقشّر بصل .

قال عمر :

يا حبيبتي يا ساره وحشتيني الكام ساعه دول .. لمّا أبعت لها رساله علشان تعرف إني بافكر فيها ، يا تري يا قمر بتفكر فيا زي ما بافكر فيك ؟؟ فردتْ على الفور ، أنا كمان بافكر فيك يا حبيبي وقلقانه عليك من طن الأكل المتين اللي أكلته الصبح .. ربنا يستر وماتاكلنيش وأنا نايمه .

قالت ساره :

أخيرا انتهى اليوم الساعه الثالثه وعمر ينتهي من عمله في الخامسه .. ياااااااارب ألحق أوصل بسرعه وأحضر الغداء ، ورجعت في نفس رحله العذاب الصباحيه في المواصلات ولكن مع الحر والرطوبه ما شاء الله ما أقدرش أوصف شعوري وصلت بيتي الساعه 4 وتلت تقريبا يعني ساعه وعمر جاي وأنا أكاد أقع من التعب وقله النوم .. طيب يا ربي حالحق أخد حمام من الحر الفظيع ده ؟ ولاّ أجهز الغداء ولا أرتب البيت ؟ فسيادته لم يرفع حتى أطباق معركه الفطار الصباحيه ، لم أعرف ماذا أفعل فوقفت في منتصف الصاله وصرخت : تعاااااالي لي يااااااااااامامااااااااااااا .

الحلقه السابعه


قالت ساره :

أخذت أجري في الشقه كالهاربه من حكم قضائي ، وأنا أحاول جاهده أن أنهي تنظيف الشقه وتجهيز الغداء وتغيير ملابسي ، ومفروض كمان أتزين وأقابله بابتسامه كبيره ، طيب بجد ازاي وامتى ؟ ازاي تجتمع رواقه شهرزاد مع واحده بتشتغل 8 ساعات ، ويتحرق دمها بمعدل كل ربع ساعه ، وبترجع بيتها محشوره في المواصلات زي قفص الطماطم ؟ طيب هو كمان ذنبه إيه يرجع يلاقيني مكشره وتعبانه ومتوتره ؟ ماهي أكيد حاتقلب بخناقه .. طيب اعمل إيه يا ربي ؟ خلاص يبقي الأهم فالمهم .. أنا أهم حاجه أعملها دلوقتي إني أغيّر هدومي العجيبه دي والبس طقم جميل بسرعه وأضع ماكياج خفيف ، وأي حاجه تانيه تتأجّل ، كانت دايماً والدتي تقولي إن الرجل لا يحب أن يضيع الأوقات الجميله !!! يعني لو دخل البيت ولاقاكي عامله وليمه طعام رهيبه موت .. بس شعرك مضروب في الخلاّط ، وريحتك بصل ، وهدومك مبقّعه ، ومش طايقه حد يكلمك غالباً حايتصل بالبوليس أو يطفش من سكات !!! لكن لو جه ولاقاكي زي القمر ومشتاقه ليه والأكل يا حبيبي النهارده فول وبيض حايبقي على قلبه زي العسل ، خلاص حاجرب وأشوف ، وبالفعل هدّيت نفسي تماماً ووضعت الأكل في الفرن كي يسخن ، وعملت الأرز سريعاً ، وشربت كوب شاي بمنتهي الرواقه ولااااااا كأن في حااااجه خااااالص ، ثم دخلت الحمام وأخذت شاور سريع وارتديت طقم رائع ووضعت ماكياج وتعطرت وبدأت في ترتيب المنزل ، وبعد 5 دقائق جاء عمر وكنت لا أزال أزيل أثار الفطار المتين !!! ولم افعل شيء أخر ، دخل عمر فجريت عليه واحتضنته وقلت له : وحشتني يا حبيبي .
فرد عليّ وقد سرّ من استقبالي الدافيء : وإنتي كمان يا حبيبتي .. إيه الجمال ده معقول إنتي راجعه من الشغل من شويه ؟.. أوعى تكون زوغت يا جميل .
أنا : لا ما زوغتش بس أنا زعلانه منك ما تكلمنيش لو سمحت .
عمر : ليه بس عملت إيه ؟
رديت عليه بدلال : كده تبعت لي رساله واحده وما تكلمنيش غير مرتين بس ؟؟ لا يا سيدي أنا ما ينفعنيش القسوه دي .
فرد بسعاده من كلامي ولهفتي عليه : والله لو عليّ ما كنت نزلت من البيت وسيبتك .. ده إنتي وحشتيني جداً .. إيه ده .. هو لسه الفطار مكانه .. معقول ؟
برطمت في سري : و هوّ يعني أنا اللي فطرت وسبته ؟!!.. يعني الفليبينيه اللي هيّ أنا حاتقطع نفسها ؟ وكدت أرد بعصبيه ولكني وجدت إنها حاتقلب بغم فرددت بدلال : ما حبيبي هو اللي فطر وسابه والله أنا كنت لسه حاشيله ليك بس علشان ما اتعبكش خاااااااااالص .
عمر : هو صحيح أنا متعود إني ما أعملش حاجه في البيت خالص قبل الجواز بس علشان خاطرك حاشيله المره دي بس ما تتعوديش على كده .
رديت عليه بدلال اكبر : وفيها إيه لما أتعود ؟ هو حرام لما حبيبي يدلعني ويريحني ؟ ده إنت كده تثبت لي انك بتحبني بجد ومش عاوز حبيبتك تتعب .
رد بنفاذ صبر : يا ستي هو الحب عندك إني أكنس وأغسل الحلل ؟
أنا : وإنت الحب عندك انك ترتاح وترمي كل الحمل على أكتافي أنا ؟ يعني ازاي أكون باحب إنسان وألاقيه تعبان جداً وماحاولش إني أساعده بأبسط مساعده ؟
عمر : يا حبيبتي أنا بارجع تعبان وعاوز ارتاح ومش معقول أشتغل جوه البيت كمان .
أنا : يا حبيبي يعني إنت بتشتغل أكثر من الرسول عليه الصلاة والسلام اللي كان قائد أمه بحالها ؟
عمر : عليه الصلاة والسلام ، لا طبعاً وأنا أجي جنبه إيه ؟
أنا : طيب يا سيدي الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيعمل عمل أهل البيت طول ماهو موجود معاهم يعني بيساعدهم .. شوفت بقي يا سي السيد ؟
وأحب أن ينهي الحوار عندما وجد نفسه سينهزم وقال بنفاذ صبر : طيب طيب يا ساره سيبيني أغيّر هدومي علشان آكل وأنام شويه .
وأحسست إن الموضوع حايقلب بحرب ، وأنا لسه في بداية حدوته جوزك على ما تعوديه !!.. فابتسمت وقلت له برقه : طيب يا حبيبي قدامك 3 دقايق تغير فيهم هدومك علشان أكتر من كده حاتوحشني ويمكن أبلغ البوليس ولا حاجه .
فابتسم لي بغرور ولم يرد ، يا عيني على عقل الرجاله ...
حضّرت الأكل سريعاً وأنا أدعي في سري أن يعجبه وان كنت أشك في ده .. بس ربنا يستر ، والحمد لله الهامبورجر موجود برضه علشان الجيران ما يسمعوش صوتنا ويقولوا العروسه الجديده بتنضرب علقه سخنه .
وجلسنا سوياً حول الأكل ، وحاولت حماية نفسي سريعاً من العلقه المتوقعه فقلت له : دي أول أكله يا حبيبي أعملها لك بأيدي وأنا عارفه إني لسه باتعلم الطبيخ بس كفايه إني عملتها لأحلى راجل في الدنيا علشان تبقي تجنن مش كده ؟
رد عليّ وقال : ربنا يخليكي لي يا حبيبتي أنا مش قد الدلع ده كله .. ثم تذوق صينيه البطاطس وكله أمل في الحياه ، وفي ثواني ظهرت على وجهه ملامح واحد يبحث عن رقم بوليس النجده .
ورديت بمنتهى الاستهبال : إيه يا حبيبي رأيك إيه ؟
فرد بإحراج من مقدمه الدلع الجامده : تسلم أيدك يا حبيبتي !!! بس هي مختلفه شويه عن اللي أنا متعوّد عليها .
فرديت ببراءة الأطفال : ميرسي يا حبيبي بالهنا والشفا .

قال عمر :

يا سلام يا واد يا عمر .. أول مره أشوف البطاطس ليها طعم السبانخ المخلوطه بالذره !!.. والرز شبه كوره القدم خماسيه الأضلاع ، أكلتين كمان من دول وييجي لي كساح ، بس معقول أزعلها وهي عماله تدلّع فيّ كده ؟؟؟؟ ياااااالا ما إحنا ياما أكلنا أكل حلو .. إديها هامبورجر واعمل نفسك من طنطا .

قالت ساره :

الحمد لله عدّت على خير .. طيب لما أشوف حايشيل معايا الأطباق ولا حايستندل كالمعتاد فقلت : عمر ممكن تشيل معايا الأطباق لو سمحت ؟
عمر : يوووه يا ساره كفايه طلبات أرجوكي .
فرديت بمسكنه : طيب أسفه .. إني ضايقتك !! ومشيت بانكسار مفتعل وأنا أحمل الأطباق فما هي إلا لحظه واحده وقام طبعاً وقال لي : خليكي إنتي يا حبيبتي أنا حاشيلهم .. وإنتي ارتاحي .
ضحكت في سري من طيبته ، وأكملت خطتي بعد ما فرغ من الأطباق وقلت بدلال كبير : طيب يا حبييي ادخل إنت نام شويه وأنا حاغسل الأطباق هو أنا كنت عاوزه أتكلم معاك شويه قبل ما تنام بس مش مهم أنا حاغسل الأطباق لوووووووحدي وإنت ادخل ارتاح .. بس تعرف إنت واحشني وكنت عاوزه أتكلم معاك واحكي لك على اللي حصل كله النهارده .. بس يوم تاني بقي .
عمر : لا يا ساره يا حبيبتي سيبي الأطباق مش مهم وتعالى نقعد مع بعض شويه .
أنا : أسيبها ؟ لا يمكن أبداً أبداً أبداً .
عمر : طيب يا حبيبتي أنا حاساعدك وأغسلهم معاكي .. ما تهونيش عليا .
أنا : إنت أحلى زوج في الدنيا دي كلها .. وبجد وحشتني .

قال عمر :

أخيرا جه يوم الجمعه .. يوم الاجازه ، مافيش صحيان بدري ولا جري على الشغل ، يا حبيبتي يا ساره نايمه زي الملاك .. تعبتْ جدا الأسبوع ده .. بس أكيد حاتتعوّد وحايبقي الموضوع أسهل عليها ، وأنا كمان بقيت أساعدها شويه بس علشان بحبها ، فرصه والدنيا لسه هاديه أقوم اقعد لوحدي شويه واقرأ الجرايد على رواقه واشرب كوباية شاي موزونه ومش ضروري فطار النهارده ، الله الشقه شكلها جميل أوي ، الصبح .. الشمس داخله من الشبابيك والستائر الحرير معطيه نعومه ورقه للبيت .. كل البيت ده بتاعي أنا ؟! ده أنا طول عمري لي أوضه واحده في بيت والدي ، وكنت باعتبرها مملكتي الخاصه وناقص اكتب عليها ممنوع الاقتراب أو التصوير !!.. فجأه ألاقي لي شقه كامله جميله زي دي وأنا راجل البيت ؟؟! إحساس رائع باكتمال الرجوله يا رب يديمه علينا ، وجلستُ أقرا الجرائد في روقان وهدوء حتى مر الوقت وباقي ساعه على صلاه الجمعه .. فرصه أقرأ سوره الكهف قبل أن انشغل في أي حاجه تانيه .

قالت ساره :

أول مره اصحى براحتي من اسبوووووع كامل مش مفزوعه من صوت المنبه الجبار .. صحيح الستات مفروض يقعدوا في البيت بس علشان يناموا براحتهم ، إيه ده عمر فين ؟ الراجل طفش ولا إيه ؟ باضحك جداً لما أشوف في التليفزيون واحده صاحيه من النوم وقبل ما تفتح عينيها تتحسس مكان نوم جوزها كأنها بتدوّر على فرده شراب مثلاً ! طيب ما تفتح عينيها أسهل وحاتكتشف إن المذكور فلسع من بدري ، تلاقيه طلع نام في الصاله ولاّ بيتكلم في التليفون .. لا مافيش وقت دي صلاه الجمعه قربت .. واقتربت لأشاهد منظر جميل طالما حلمت به قبل زواجي .. وجدت عمر يجلس تحت شباك الصاله وممسكاً بالمصحف ويقرأ في خشوع بصوت رخيم وتجويد سليم حتى انه لم يشعر بوجودي ، اقتربت لأجلس بجواره استمع إليه .. ولكني وجدت نفسي لا شعورياً أجلس تحت أقدامه .. فليس الرجل الغني أو الوسيم هو من تعشقه المرأه .. ولكنه الرجل الذي يخشى الله ، جلست على الأرض أستمع لسوره الكهف وكأني أسمعها لأول مره .. سعدتُ من صوته الرخيم وخشوعه ، وأحاط بنا هدوء واطمئنان وكأن الملائكه يباركون اجتماعنا .. وأنا اختلس النظر لوجهه وهو يقرأ لأستمتع بملامحه الخاشعه وأشكر الله على نعمته التي أنعمها عليّ .. حتى انتهى من القراءه وجذبني من يدي لأجلس بجواره وسألني : ليه يا حبيبتي قعدتي على الأرض ؟.. ده إنتي تقعدي جوّه عيني .
أنا : لا يا حبيبي حسيت انك كبير أوي وإنت في حاله الخشوع دي ما قدرتش أقعد جنبك .
عمر : ياااه إنتي مكبره الموضوع ربنا بس يتقبل .. وإنتي متعوده على قراءة سوره الكهف كل جمعه ؟
أنا : بصراحه ساعات ساعات مش دايماً .
عمر : لا يا حبيبتي إن شاء الله نقراها دايماً سوا .. وبعدين خليكي شطوره واسمعي كلام عمو عمر علشان أديكي الهديه اللي جبتهالك امبارح .
نطّيت بسرعه : إيه ده هديه ؟ كده وساكت من امبارح يا غلس ؟
عمر : أصلهم مش هديه واحده دول اتنين .
أنا : كمان ؟ كفايه غلاسه بقى .. يالا مش قادره استنى .
رد بمكر ذو مغزى : طيب تدفعي كام ؟
فهمت مقصده وقلت له : مش عاوزه منك حاجه .
ضحك وقال : طيب خلاص خلاص أنا باضحك معاكي شوفي يا ستي دول أهم هديتين حتاخديهم في حياتك .. أول واحده اتفضلي يا ستّي .. تاتاتاتاتاتاتاتاتا .
وفتحت لفه الهديه البرّاقه ثم صرخت بخيبة أمل : يااااااااااااااسلام .. حصاله !!!!!!!!!!! لا والله وجاي على نفسك كده ليه ؟ ودي أحط فيها مصروف البيت ولا أحوش لبنتك اللي في خامسه ابتدائي ؟
عمر : يا ساتر يا رب .. استني شويه .. إيه ده مدفع رشاش ؟ استني لما أفهمك حاتعملي بيها إيه ؟
أنا : اتفضل يا عم الموفِّر .
تجاوز عن التريقه ورد بصبر : دي يا ستي أنا وإنتي حانحوش فيها كل يوم أي مبلغ حتى لو جنيه واحد .. أي فلوس والسلام ونيجي أخر الأسبوع يوم الجمعه نفتح الحصاله ونتصدق بالمبلغ ده .. وبكده نكون كل يوم بنطلع صدقه حتى لو كانت بسيطه .. وممنوع انه يعدي يوم من غير أي صدقه حتى لو مش حاناكل اليوم ده .. وبكده حانلاقي بركه في دخلنا غير عاديه .. فهمتي يا حبيبتي ؟
رديت بانبهار وسعاده بالغه : يا خبر إيه الفكره الروعه دي ؟ جبتها منين دي ؟
عمر : يعني موافقه ؟.. طيب نيجي للهديه التانيه .. شوفي يا حبيبه قلبي .. ده مصحف مجزء لـ30 جزء .. حاتيجي على الدرجين بتوع البوفيه وترمي كل الكوارث اللي فيهم وتفضّيهم خالص ، وتحطي أجزاء المصحف في الدرج اليمين .. وكل يوم أنا وإنتي كل واحد منا ياخد جزء محدد ويقراه .. ولما يخلصه سواء في يوم أو كذا يوم يحطه في الدرج الشمال وياخد جزء جديد وهكذا لحد ما الدرج الشمال يتملي خالص نعرف إن أنا وإنتي ختمنا المصحف مره .. وبعد كده نرجعه تاني للدرج اليمين وهكذا على طول .. إيه رأيك ؟
أنا : بجد مش عارفه أرد وأقول إيه غير إني أشكر ربنا انه أهداني بيك .
عمر : بصي يا ساره الحب مش بيستمر بين الزوجين بالكلام الحلو ولا بالفلوس ولا حتى بالأولاد .. لكن بيستمر بطاعة ربنا وبركته لهم .. وإحنا عاوزين بيتنا ده بيت طائع لله علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا وأولادنا اللي جايين إن شاء الله .
أنا : ربنا يكرمك ويخليك ليا يا رب وتفضل كده على طول .
عمر : ياااااااااااه ده أنا كده حاتأخر على الصلاه .. يالا بقى مع السلامه .. على فكره حاخرج مع أصحابي شويه بعد الصلاه وحارجع على الغدا .
أنا : طيب ما تنساش تدعيلي ....... مع السلامه .
خرج حبيبي وأنا أودعه وأشكر الله على أن أهداني هذا الزوج .. ثم توضئت وصليت الظهر وجلست أقرأ سوره الكهف ووعدت نفسي ألا أقطعها أبداً في أي يوم جمعه ، ثم أخرجت محتويات درجين البوفيه ورصيت بالدرج الأيمن كل الأجزاء ، وبدأت بأول جزء وسجّلت تاريخ هذه الختمه في ورقه صغيره كي نعلم متى سننتهي منها .. ثم جلست أقرأ القران لفتره طويله ....... ثم قمت لتحضير الغداء ، والذي كان لحسن الحظ معونه انسانيه من ماما بعد ما حكيت لها مأساتي مع الأكل ، وان ممكن أتطلق وأنا في شهر العسل من الكوارث اللي باعملها .. فالظاهر خافت إني ارجعلهم وهمّ ما صدقوا يخلصوا مني !!!! فطبخت لي كام صنف تحفه .. ربنا يخليكي ليا يا مشرفاني ، أريد أن يكون هذا اليوم جميلاً لأكافيء عمر على هداياه الرائعه .. أعددت الغداء وجمّلت السفره بورود ورششت معطر جو هاديء ، وبدلت ملابسي لأرتدي عباءه ناعمه ، وتركت شعري منسدلاً على كتفي وتعطرت وطلبت عمر فأخبرني انه مع أصحابه .. طيب وبعدين ؟ رنيت عليه ثانيه فلم يرد .. أرسلت له رساله : تعالى بقى يا عمر .. إنت اتأخرت أوي .. برضه لم يرد ، أرسلت رساله ثانيه : يا سيدي كفايه تقل .. بجد وحشتنا ، لم يرد ، فأرسلت له الضربه القاضيه : خلاص يا حبيبي .. خليك براحتك بس شهرزاد كان نفسها تشوفك أوي .. خلاص بقى تدخل تنام أحسن ، وطبعاً كما توقعت جاء بعد دقائق معدوده ...... وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح تاااااااااااااااني .

الحلقه الثامنه


قالت ساره :

معقوووول مر شهرين على زواجي أنا وعمر ؟ مروا بسرعه جداً .. حياه جديده في المسئوليه والمشاركه والمشاعر .. في كل شيء .. حتى أصدقائي اللي كنت بارغي معاهم بالساعات في التليفون أصبحت لا أراهم إلا نادراً ولو تكلمنا في التليفون يكون حديث سريع لألحق كل الأشغال اللي ورايا ، وشقتي الجديده أصبحت مملكتي بجد ، وبعد ما كنت أنظف حجرتي في بيت ماما بالعافيه وبعد استدعاء البوليس .. أصبحت لا أطيق أن أرى منزلي غير مرتب وأتخانق مع عمر لو رمي ملابسه أو كتبه كالمعتاد .. رغم إن كتبي وأشيائي الخاصه زمان كانت محتاجه خريطه للوصول لها !!! لكنه هو الحب الذي يجمعك بمكان تشعرين انه ملكك وحدك تكونين فيه على راحتك وتفعلين ما تشاءين ، حتى إن منزل والدي اضطررت أن أبيت فيه ليله عندما مرضت أمي .. بجد لم أستطع النوم مش عارفه ازاي مش هو نفسه السرير اللي نمت عليه أكثر من عشرين سنه ؟ إحساس لا يعلم تفسيره إلا الله الذي يريد لنا أن نعمر بيوتاً وبيوتاً حتى نعمر الأرض جميعا ، وأنا وعمر متفاهمين جداً لكن لا يخلو الأمر من غلاسه وتحكم في أشياء تافهه كي يثبت لنفسه انه سي السيد ولا أعلق عليها وأجعلها تمر كي لا تصبح كارثه .. شيء واحد هو ما يحيرني ويضايقني فعلاً باستثناء حماتي طبعاً !!.. وهو مصاريف البيت لا أعرف ماذا يمكن أن يفعل شابين يعملان عمل شاق يومياً كي يوفرا مصاريف الإيجار والأكل والدواء والخروج والمجاملات الخ الخ الخ ... ؟ طبعاً يحتاجان معجزه من السماء كي تحل لهم لغز الأسعار .. وأصبحت بعد أن كنت أصرف مرتبي على العطور والكريمات والمجلات .. أصبحت أبحث 10 ساعات قبل أن اشتري زيت الطعام كي أعرف أي نوع أوفر ؟.. وأصبحت أفاصل مع أي بائع رغم إني كنت باقول لماما دايماً إن ده تصرف بيئه !!! وأصبحت أحمل هم أي مناسبه غير معمول حسابها مثلاً فرح أو خلافه نضطر آسفين أن نجامل أصحاب المناسبه فيه لأن ده معناه إن بقيه الشهر حانقضيه تونه وجبنه ، ولكن ليس هذا ما يضايقني فقط ولكن تصرف عمر الغريب تجاه مصروف البيت هو ما يضايقني جداً .. وهو انه لا يخصص مبلغ معين لمصروف البيت وأنا أساعده فيه ونصرف منه سوياً .. لا.. هو يدفع الإيجار وبعض الأشياء الأخرى وأنا عندما أقبض مرتبي أسارع لأنفقه كله تقريباً على خزين المنزل من سكر وزيت وخضار ولحوم وخلافه وهو متقبل ده عادي وبدون مشاكل .. حتى إني طلبت منه مره مبلغ كي أشتري شيء للمنزل فرد على ببساطه : ما إنتي معاكي فلوس يا ساره !! هي خلصت ؟ طبعاً اتضايقت جداً من رد فعله ده .. هل المفروض أن أنهي مرتبي كاملاً ثم بعد هذا هو يساعد !!! الغريب في الأمر انه غير بخيل أبداً بل بالعكس لا ينفق على نفسه تقريباً إلا الضروري جداً ولكن ما يضايقني انه معتبر مساعدتي في المنزل أمر مفروغ منه وفرض عليا .. وتحملت هذا الأمر رغم ضيقي منه أنا أحب أن أصرف على منزلي ولكن بإرادتي وليس فرضاً على حتى جاء يوماً رجعت من العمل وانتظرته بعد الغداء وقلت له : شفت يا عمر النهارده بعد الشغل نزلت أنا وواحده صاحبتي المحلات اللي جنب شغلي كانت عاوزه تشتري شوية حاجات .
قال : طيب يا حبيبتي وإيه المشكله ؟
أنا : لا أبداً لقيت شنطه تحفه نازله في التخفيض من 70 جنيه إلى 50 بس واشتريتها على طول .. تتصور دي جلد طبيعي .
فرد بعصبيه : اشتريتيها ؟ وما قلتيش لي ليه قبل ما تشتريها ؟
فاستغربت من رد فعله وقلت : عادي يعني يا عمر يعني حاطلبك أقول لك على حاجه هايفه كده ؟
قال : خمسين جنيه حاجه هايفه ؟
أنا : يعني إنت زعلان من المبلغ ولا من إني ما قلتش لك ؟
عمـر : الاتنين .. كان لازم تستأذني مني الأول .
فرددت عليه وقد بدأ صوتي يعلو : عمر إنت بتقول إيه ؟.. دي فلوسي .. أنا ما خدتش منك حاجه علشان الزعل ده كله .
فصرخ بغضب : فلوسك يعني إيه فلوسك ؟ يعني أخرس أنا ولا إيه ؟
أنا : أنا ماقلتش كده .. بس ازاي يعني استأذن قبل ما اصرف أي حاجه ؟
عمـر : أنا يا ستي معقد نفسياً خلاص ؟ مش باحب إن مراتي تمسك فلوس وتزعق فيا وتقول فلوسي ومالكش دعوه والكلام ده .
أنا : يا سلام .. واشمعني الكلام ده مش بيتقال لما باجيب حاجه للبيت .. ليه مش بتقولي استأذني ؟ ولا علشان دي حاجه لي أنا ؟
عمـر : دي ضروريات للبيت مش ممكن نستغنى عنها .. إنما الشنطه بتاعتك دلع .
أنا : والله ادلع نفسي مش مشكله .. وبعدين الضروريات دي مسئوليتك إنت وأنا إن كنت باساعد في البيت ده مش فرض عليا .
قال بعصبيـه : والله أنا قلت من أيام الخطوبه تسيبي الشغل علشان وجع الدماغ ده وإنتي ما سمعتيش الكلام .. واللي كنت خايف منه حصل .. بقيتي بتعلى صوتك عليا وتقولي فلوسي أنا .
أنا : هو إنت يا تحبسني في البيت يا تتحكم في كل مليم ؟ ده إنت فعلاً معقد على كده .
انتفض من مكانه والغضب يتطاير من عينيه وأمسك ذراعي بعنف وصرخ في : أنا معقد ؟!!!... طيب أنا حاوريكي العقد اللي بجد من بكره مافيش شغل ولما أشوف كلامي حايمشي ولا لأ ؟
ارتعبت من نبرته المخيفه وضغطه الرهيب على ذراعي والقسوه التي يتحدث بها فارتجفت وانهمرت دموعي بلا توقف .
فلانت نبرته قليلا وزفر بقوه وقال : طيب بتعيطي ليه دلوقتي مانتي كمان زعقتي وجننتيني .
أنا : ................. ؟؟
عمـر : كده يا ساره توصلي حاجه هايفه لحد كده ؟ خلاص بقي حقك على ما تزعليش .
فرددت من بين دموعي : لا مش حاجه هايفه .. ده ربنا قال ذمه ماليه منفصله للمرأه تيجي إنت وتقولي استأذن ؟
عمـر : والله أنا عارف ده بس مش قادر أطبقه .. ما أقدرش استحمل إن مراتي تقولي دي فلوسي وإنت مالكش لازمه .. طيب اعمل إيه ؟
أنا : ماعرفش والله تعمل إيه ؟
عمـر : طيب إنتي شايفه إني بخيل ولاّ باصرف على نفسي حاجه ؟ ولا إنتي بتطلبي مني حاجه ومش باجيبها ؟
فرددت وأنا امسح دموعي : لأ .. أمال إيه الفيلم ده طيب ؟
قال : أنا يا ستي ما بحبش الست اللي بتعمل كده .. وبعدين أنا مش عاوزك تدفعي حاجه في البيت تاني علشان مش كل شويه تقولي باساعدك باساعدك .
قلت : بقي أنا باعمل كده الله يسامحك .. وبعدين هو إنت يعني أحسن من الرسول عليه الصلاة والسلام اللي كان بيتاجر للسيده خديجه في مالها وهي زوجته ولا يخجل من أن يعلن إن ده مال زوجته وفين ؟ في قريش عز التعصب والجهل ؟
عمـر : يا ستي أنا ماقدرش أوصل للمنزله دي .. ولو الموضوع ده حايجيب مشاكل حاقعدك من الشغل فعلاً .
أنا : من فضلك يا عمر ما تكبرش الموضوع كده .. أنا فعلاً زعلانه منك جداً ومستغربه تفكيرك جداً .
عمـر : حقك على إني انفعلت عليكي إنتي عارفه قد إيه بحبك .. لكن مش حاقبل أبداً إني أكون على الرف أو حاجه تحصل في بيتي من غير موافقتي حتى ولو حاجه هايفه ؟
أنا : ................ ؟؟
مرّت أيام وأنا وعمر متخاصمين .. يعني بنتكلم في الضروريات بس .. لكن من جوايا أنا زعلانه منه جداً .. من عصبيته وموقفه الغريب وتفكيره الأغرب .. المشكله إني متأكده انه مش بخيل ولا طمعان فيا .. بس مش قادره أفسر تفكيره لحد دلوقتي .. تحكم والسلام ؟.. ولاّ خوف من الفلوس إنها تقويني فأبعد عنه ؟!! وكأن اللي رابط أي زوجه بزوجها هي انه بيصرف عليها فقط .. ولو هيّ معاها فلوس حاتقدر تعيش من غيره وتسيبه بسهوله !! بجد حاجه تجنن !! طيب وستات البيوت بيتطلّقوا ليه لما هي الحكايه كده .. مش معقول التفكير المقلوب ده ؟ عمر حاول يصالحني لكني لم أستطع أبداً .. لأني حاسه إن الصوره اللي كانت في خيالي اتهزت لأن موضوع الفلوس بين الزوجين ده حساس جداً ودايماً الزوجه بتكون راسمه لزوجها وحبيبها صوره الفارس النبيل الذي لا يتكلم قط في المال لأن ده شيء بينقص من قدره كرجل ودائماً تدور في عقلي عبارة الأفلام الشهيره : أنا برضه أمد ايدي لفلوس واحده ست ؟؟؟.. فأصبح الأمر مقترن بالرجوله في نظري ، ولكن ظروف المعيشه البشعه الآن غيرت من شكل الصوره وجعلت الرجل مضطراً لعمل زوجته ومساعدتها له والزوجه أيضاً تقبلت هذا وتسعد عندما تفعله .. ولكن للأسف لم يتخل الرجل عن الصوره القديمه في خياله بأنه صاحب المال والآمر الناهي الأوحد .. فأصبح يعذب زوجته بحملين حمل المشاركه وحمل التحكم .

قال عمر :

ساره وحشه أوي وهي زعلانه .. صحيح هي لم تقصر في أي حق من حقوقي في البيت وأجد طعامي وملابسي وكل شيء مرتب وترد عليّ عندما أسألها عن أي شيء .. ولكن روحها المرحه الدافئه والحيويه التي تنطق من عينيها والتي تجعلني أذوب فيها اختفت !! وحل محلها لوح زجاج بارد لا يعبر عن أي شيء ، حاولت مصالحتها بلا جدوي .. يا ربي أعمل إيه ؟ بس أنا كمان مش قادر أنفذ اللي هي عاوزاه !! يعني إيه أكون قاعد في البيت ألاقيها داخله وشاريه غساله مثلاً وتقولي وإنت مالك دي فلوسي أقعد كمل الشاي اللي بتشربه وخليك في حالك معقول أستحمل كده ؟ ولو كنت فوّت حكاية الشنطه كان حايبقي ده العادي .. أنا مش طمعان في فلوسها أبداً لكني مضطر لمساعدتها في البيت علشان ما نزورش السيده أنا وهي كل يوم جمعه ، بس أعمل إيه .. تحت هدومي الكاجوال لسه فيه صديري جدي الصعيدي .. مش قادر أتقبل الموضوع خالص .. وهيّ كمان معذوره وشكلي وحش قدامها .. برضه أنا انفعلت بصوره غبيه !! ومش قادر أعيش من غير دفء عينيها وحنيتها .. طيب ما هي مش عاوزه تصالحني .. أعمل إيه ؟؟.. شغّل التفانين يا واد يا عمر دي ساره حبيبتك .

قالت ساره :

ذهبت إلى عملي كالمعتاد وأنا ماليش نفس لأي حاجه في الدنيا وطبعاً كان باين على وشي جداً فكل واحده ظريفه تيجي تسألني بحشريه : إيه ابتدينا نكد الجواز ولا إيه ؟؟؟ قلنا كده قالوا اطلعوا من البلد ، أنا مش عارفه كل واحد ما بيحطش لسانه جوه بقه ليه ؟.. يا سااااتر ، خلاص الساعه 2 كلها ساعه وأروح .. موبايلي بيرن .. إيه ده ؟ ده عمر .. خير ؟
أنا : الو ايوه يا عمر ؟
فرد بصوت أقلقني : ايوه يا ساره أزيك يا حبيبتي إنتي كويسه ؟
قلت : الحمد لله فيه إيه يا عمر ؟
عمـر : مافيش حاجه بس حاعدي عليكي بعد ساعه استأذنت من شغلي بدري وحاجيلك استنيني .
أنا : إيه فيه إيه ؟.. إنت رعبتني كده ؟
فرد بغموض : لما أجي حاتعرفي !! مع السلامه .
يا رب سترك يا رب دي أول مره يعملها .. أكيد بابا تعب وهو مش عاوز يقول لي .. ولا ماما ؟!! لا بجد حرام كده .. حاولت الاتصال به ألف مره بلا جدوى .. لا يرد مما أكد شكي بأن مصيبه قد حصلت .. يا رب استر يا رب ، وأخييييراً جاء بعد ما أصبحت على وشك الانهيار .. ولكني وجدته في قمة الشياكه مرتدياً القميص المفضل عندي وكمان البرفان اللي باموت فيه !! إيه ده ؟ طبعاً لو كانت والدته هي اللي تعبانه كان جه بالبيجاما !!! لا وكمان رايق وعمّال يسلم على زمايلي ويوصيهم عليّ !! لا بجد .. لو ما قالش فيه إيه حاخبطه بحاجه في دماغه حالاً ، وأخيرا سلم عليّ بحراره وهمس في أذني : وحشتيني .. وأخذني وانصرفنا وزميلاتي لسان حالهن يقول : جتنا نيله في حظنا الهباب ، وفي السياره كان حايغمي على من شده القلق وسألته : أبوس أيدك قولي فيه إيه أنا خلاص حاموت .. ماما ولا بابا اللي تعبانين ؟
فرد بلهجة المحقق كونان : اطمني هم بخير أنا واخدك لمشوار مهم جداً وما تسأليش على أي حاجه دلوقتي لحد ما نوصل .
فخف قلقي قليلاً وان لم يختفي تماماً .. ولكني راقبت ملامح الغموض المرسومه على وجهه وهي ممزوجه بوسامته الظاهره اليوم .. فلاحظ إني أراقبه فسألني : إيه وحشتك ؟.. فلم أرد ومديت البوذ المتين .. وأغمضت عيني ولكني رأيت صورته مازالت مرسومه بداخلها ، ياه الظاهر إني نمت شويه .. إيه ده .. أنا فين ؟ في الجنه ؟ وأفقت لأجد القاهره كلها تحت مستوى قدمي في منظر خلاب وجو رائع ونسيم يداعب المشاعر .. وعمر ينظر لي بحنان ويقول لي : صح النوم .. بالا انزلي بسرعه .
سألته : إيه ده إحنا فين ؟
رد قائلاً : في المقطم يا حبيبتي مش كان نفسك تشوفيه من زمان ؟
قلت : هو ده المشوار المهم ؟ حانعمل إيه هنا ؟
قـال : هشششششششش كفايه أسئله وتعالي .
ومشيت وراءه وأنا أبعد يده التي تحاول الإمساك بيدي والبوز مازال موجوداً ، ودخلنا إلى كافيتريا لم أري في جمالها من قبل .. كل حوائطها مستبدله بزجاج دائري كي تري القاهره من كل أركانها وكل الأضواء استبدلت بشموع تعطي الجو رومانسيه وسحر غامض .. وأخذني إلى طاوله بعيده وجلسنا وأنا لا استطيع النطق بعد ما رأيته .. ونظر إلى عيني مباشره وقال لي ثانيه : وحشتيني .
أنا : .............. ؟
عمـر : بحبك .
أنا : ........ ؟
عمـر : مش عاوزه تردي عليّ ؟ طيب أنا أسف .
أنا : خلاص يا عمر أنا مش زعلانه أنا نسيت الموضوع خلاص .
قـال : واضح جدا بدليل البرود اللي بتعامليني بيه .. ياريتك خاصمتيني لكن إنتي استعملتي اسلوب ذكي جداً ما قصرتيش في أي حاجه ولما أكلمك بتردي عادي لكن إنتي في دنيا وأنا في دنيا تانيه .. ودي حاجه ممكن تموتني .. فين ساره حبيبتي ؟
قلت : ايوه حبيبتك أوي .. بدليل انك مش عاوزني أشتري لنفسي حاجه ولازم أرفع صباعي وأستأذن قبل ما أشتري حاجه .
قـال : يا حبيبتي أنا نفسي أجيب لك كنوز الدنيا وأحطهم تحت رجليكي .. بس إنتي عارفه الظروف .. وأنا مش عاوز أتحكم فيكي ولا حاجه .. دي حاجه نفسيه جوايا بتخليني عاوز أعرف كل حاجه بتعمليها وتحسسيني انك مش بتعملي حاجه إلا لما أعرفها الأول .
قلت : بس دي حاجه تخنق .
قال: بصي يا ساره أنا بخيل ؟
رديت : لا .
قـال : عيني زايغه ؟
رديت : لا .
قـال : باعامل أهلك وحش ؟
رديت : لا .
قـال : باعاملك إنتي وحش قدام الناس أو حتى بيننا ؟
رديت : برضه لا .
قـال : مش عارف ربنا كويس ؟
قلت : الحمد لله .
قـال: طيب يا ستي اعتبري موضوع الفلوس ده عيب فيا .. وخديني على قد عقلي فيه وريحيني .. وأنا أوعدك إني عمري ما حاحرمك من حاجه أبداً بس عرّفيني الأول .. اتفقنا ؟
انكسفت جداً من إني أريده كاملاً بلا عيوب من تكبيري الموضوع بالشكل ده .
ورددت عليه : اتفقنا يا حبيبي .
قال وابتسامه فرحه تملأ وجهه : الله أكبر أول مره تنطقيها من أسبوع .. أيوه كده خلي الشمس تطلع يا شيخه .
قلت : خلاص بقى .. فرجت علينا الناس .
قال: طيب غمضي عينكي أنا جيب لك هديه بس ما تتعوديش على كده أحسن حانشحت بالشكل ده !! أتفضلي يا ستي .
فتحت العلبه التي قدمها .. وهتفت : الله إيه الصندل الجميل ده ؟
قال : ده يا ستي علشان يليق على الشنطه اللي اشتريتيها .. بس زي ما اتفقنا حاتعرفيني الأول على أي حاجه خلاص يا حبيبتي ؟
رددت بكسوف : خلاص يا شهريار .
فرد بلهفه : شهريار ؟!!! الله أكبر .
ثم نظر لي وقال : ساره إنتي لازمك الغدا هنا أوي ؟.. ولاّ ممكن نروّح دلوقتي ؟
!!!